هل بصمات الانسان فريدة من نوعها حقّا ؟
هل بصمات الانسان فريدة من نوعها حقّا ؟
لأكثر من مئة عام كان الظن السائد في علم التحليل الجنائي أو الطب الشرعي أن بصمات الانسان فريدة من نوعها ولاتوجد بصمات متشابهة إلا لدى التوائم المتطابقة ، لذا تعتبر البصمات دليل دامغ في المحاكم الجنائية ، فالخطوط المتعرّجة التي تحدّد شكل بصمة الأنسان هي في الحقيقة فريدة من نوعها ولكن ذلك في حال أتت هذه البصمة صافية ومباشرة ، وهنا يكمن الخلل في دقّه التحليل المختبري الجنائي للبصمة ؟
الواقع هو أن جلد الإنسان متعرّض دائما للعديد من العوامل الخارجية ، ومن أكثر مناطق الجلد تعرضا لها هي الأصابع التي نستعملها دائما في مختلف الأغراض ، ونحتاجها يوميا في لمس العديد من الأسطح والمواد ، ما قد يؤثر على شكل البصمة ويحوّره فتظهر بشكل غير دقيق ومختلف عن شكلها الحقيقي عندها أخذها للتحليل المختبري أو الجنائي ، خصوصا إذا أخذت هذه البصمة من بعض المواد المنتشرة في عالمنا الحالي مثل البلاستيك ، كما أن بعض المواد المستخدمة في المختبر الجنائي لإظهار البصمة ومنها ما يسمى (السوبر غلو) أو (الصمغ القوي) تساعد أيضا في إضافة بعض التحوير والخلل في شكل البصمة الحقيقي .
ومن ثم وبسبب كل هذة العوامل فأنه حين تخرج صورة البصمة تكون في الحقيقة صورة غير دقيقة لجوانب البصمة أوبقاياها وليس البصمة كاملة (حيث أنه من النادر الحصول على بصمة كاملة فمعظم البصمات المأخوذة من الأسطح هي بصمات جزئية تظهر جانبا من البصمة فقط وليس كامل البصمة ) ، وهناك يأتي المجال للخطأ والخلل ، بعد مرور البصمة بكل هذه العمليات يكون شكلها قد تغير ولم تعد تشابه البصمة الأصلية تماما .
قضية شهيرة
علم غير دقيق
هذا الإكتشاف الخطير كانت نتيجته نسف إحدى أهم نظريات العلم الجنائي وهي أن علم البصمات علم دقيق لا مجال للخطأ فيه ، فعند فحص بصمتي كل من ميفيلد وواناني داوود وجد أن جزء من بصماتهما متطابقان ، أي انه لو أخذت بصمة كل منهما الكاملة بشكل علمي دقيق لوجد الفرق ولكن لو ركزّ على جزء من البصمة فقط كما حدث لوجد تشابه كبير بين بصمتي هذين الشخصين الذين يختلفان عن بعض كل الإختلاف ولا تربط بينهما أي علاقة قرابة من قريب أو بعيد .
تقرير الأكاديمية العلمية الأمريكية
وبعد التدقيق في المسألة من قبل الأكاديمية العلمية الوطنية الأمريكية بأمر من الكونغرس الأمريكي تم نشر تقرير علمي يشكك في علم البصمات ، وبكون البصمة تعدّ دليلا دامغا من الممكن الإعتراف به وقبوله من قبل المحكمة ، ورشّح التقريرتبنّي وسائل أخرى أدق مثل ( الدي إن آي ) أو ( الشفرات الوراثية ) الأكثر دقة أو تبنّي تكنولوجيا حديثة لإظهار البصمة بدون وسائط كيميائية معقّدة مثل ( السوبر غلو ) التي تؤثر على شكل البصمة ولا تظهرها بشكل دقيق ، وهناك العديد من الوسائل التكنولوجية بدأت تظهر لتنفيذ هذه الفكرة ولكن حتى تثبت هذه الوسائل فعاليتها فإن هناك شك وتساؤل كبير مطروح حاليا عن فعالية إستخراج البصمات بالطريقة المستخدمة وإن كان يحق استخدامها كدليل قاطع في المحاكم أم لا ؟